الأربعاء، 30 أبريل 2014

القرار الصحيح

القـرار الصحيـح

    لو كان هناك مجموعتان من الأطفال يلعبون بالقرب من مسارين منفصلين لسكة الحديد.. أحدهما معطل والآخر لازال يعمل.. وكان هناك طفل واحد يلعب على المسار المعطل ومجموعة أخرى من الأطفال يلعبون على المسار الغير معطل وأنت تقف بجوار محول إتجاه القطار ورأيت الأطفال ورأيت القطار قادم وليس أمامك إلا ثواني وتقرر في أي مسار يمكنك أن توجه القطار فإما تترك القطار يسير كما هو مقرر له ويقتل مجموعة الأطفال أو تغير إتجاهه إلى المسار الآخر ويقتل طفل واحد
فأيهما تختار؟؟   ماهي النتائج التي سوف تنعكس على هذا القرار؟
******
دعنا نحلل هذا القرار
معظمنا يرى أنه الأفضل التضحية بطفل واحد خير من مجموعة أطفال، وهذا على أقل تقدير من الناحية العاطفية فهل ياترى هذا القرار صحيح؟؟
    هل فكرنا أن الطفل الذي كان يلعب على المسار المعطل قد تعمّد اللعب هنا حتى يتجنب مخاطر القطار؟.. ومع ذلك يجب عليه أن يكون الضحية.. في مقابل أن الأطفال الآخرون الذين في سنّه وهم مستهترون وغير مبالون وأصروا على اللعب في المسار العامل، هذه الفكرة مسيطرة علينا في كل يوم في مجتمعاتنا في العمل
حتى في القرارات السياسية الديمقراطية أيضاً يضحى بمصالح الأقلية مقابل الأكثرية بغض النظرعن قرار الأغلبية حتى ولو كانت هذه الأغلبية غبية وغير صالحة والأقلية هي الصحيحة .
******
هنا نقول أن القرار الصحيح أنه ليس من العدل تغيير مسار القطار.. وذلك للأسباب التالية :
    
    الأطفال الذين كان يلعبون في مسار القطار العامل يعرفون ذلك وسوف يهربون بمجرد سماعهم صوت القطار ، لو أنه تم تغيير مسار القطار فإن الطفل الذي كان يعمل في المسار المعطل سوف يموت بالتأكيد.. لأنه لن يتحرك من مكانه عندما يسمع صوت القطار لأنه يعتقد أنه سوف لن يمر القطار بالمسار المعطل كالعادة
من المحتمل أن المسار المعطل لم يترك هكذا إلا لأنه غير آمن وتغيير مسار القطار إلى هذا الاتجاه لن يقتل الطفل فقط بل سوف يؤدي بحياة الركاب إلى مخاطر.. فبدلا من إنقاذ حياة مجموعة من الأطفال فقد يتحول الأمر قتل مئات من الركاب .
******
مع علمنا أن حياتنا مليئة بالقرارات الصعبة التي يجب أن نتخذها لكننا قد لاندرك أن القرار المتسرع عادة مايكون غير صائب
 


الحكمة : تذكر دائماً أن الصحيح ليس دائماً شائع وأن الشائع ليس صحيح دائماً . إبعاد العواطف عن القرارات المصيرية والحاسمة غالباً ماينجيك من عواقب وخيمة أنت في غنى عن أن تعيشها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق